الفرق بين الكتابة المقدسة والكتابة الدنيويّة
الفرق بين الكتابة المقدسة والكتابة الدنيويّة
يكتب الناقد هارولد بلوم عن الكوميديا الإلهية لدانتي في كتاب التقليد الأدبي الغربي الكوميديا مثل كل الأعمال العظيمة التي تنتمي إلى التقليد تهشم الفرق بين الكتابة المقدسة والكتابة الدنيويّة.
هذا الرأي الذي يقوله بلوم بدقته هذه له منابع أصيلة ويكتب أحمد بن المعظم في خطبة مقاماته الاثنتي عشرة وكتبها سنة 630 هجري معارضا مقامات الحريري جرّاء التقديس الذي نالته مقامات الأخير حتى قيل لو اجتمع الناس على أن يأتوا بمثلها لا يأتون بمثلها ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا فأنكر المعظم هذا الغلو غيرة على القرآن وتحداه القائل أن يأتي بعشر مقامات مثلها مفترعات أو عشر حكايات مثلها مخترعات.
نالت مقامات الحريري منزلة رفيعة وشرحت في أكثر من ثمانين شرحا حتى أضحت كقرآن الأدب العربي وما أورده المعظم يعزز قول بلوم في تهشيم الحدود بين المقدس والدنيوي وليس الأمر مقصور على مقامات الحريري عند العرب فقد وصفت ملحمة الشاهنامه للفردوسي بأنها قرآن الفرس.